الخميس، 15 مارس 2012

"رسالة إلى والدي... لقد أعتنقت فكر التحرير والإستقلال"


والدي العزيز، في البداء اسئل الله تعالى أن تصل إليك رسالتي وأنت في أتم الصحة والعافية، وإشارة إلى عنوان رسالتي فإنني أود ان اطلعك بإنني قد قررت أخيراً الإنظمام وإعتناق فكر التحرير الإستقلال لوطني "الجنوب" الغالي وعاصمته الأبدية الأزلية عدن، وذلك لأسباب عدة أهمها هو ضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة من أبناء وطني المحتل، وكذا ليتقني التام بعد قراءة بعض مراجع التاريخ الحقيقي وليس التاريخ المزور التي سعت سلطات الإحتلال في كتابته لنا وتقديمة لنا في مدارسنا الإبتدائية والإعدادية و الثانوية وصورة لنا أن تاريخنا في دولة الجنوب السابقة لم يكن سواء مجموعة من الماركسيين، وليقيني التام ان مشروع الوحدة الذي قمتم به أنتم ايها الأباء في 22مايو1990م بين كلاً من دولتنا السابقة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، و الجمهورية العربية اليمنية، وإيجاد دولة جديدة تحت اسم الجمهورية اليمنية هومشروع فاشل بالأساس، حيث دفعنا نحن الجيل الجنوبي الشاب ثمن هذا المشروع الفاشل، لذا لا اريد ان تتكرر المعاناة للأجيال الجنوبية القادمة من أبناء وطني المحتل.

والدي العزيز، قد تقول لي أن الأمر لا يعنيني أو قد تقول انه ربما اكبر من سنك ومستواك الفكري بعض الشيء، فما أنت إلا شاب وعليك التفكير بمستقبلك، وتترك القضايا التي لم يستطع حتى الكبار من حلها منذ اكثر من عقدين من الزمان.

ولكن يا والدي العزيز، اسمح لي أن أعقب على كلماتك وأرد عليك قائلاً، والدي العزيز لن أقول لك ان الأمر لا يعنيني فأنا شاب من شباب هذا الوطن الذي فرطتم بالحفاظ عليه، حيث ان هم الوطن هو همي ومعاناة افراد هذا الوطن هي معاناتي، حيث ان علي تأدية واجبي الوطني الذي سعى المحتل ان يطمس في جيل الجنوب هذا الشعور المقدس، واعمل مع كل أبناء وطني المحتل الذي يحمل في جوفه هم ومعاناة هذا الوطن، اما عن فارق السن والمستوى الفكري الذي أخبرتني عنه، فإنني ربما اوفقك الرأي في هذه يا ولدي العزيز، ولكن أسمح لي ان اقول لك يا والدي العزيز، ان أمامنا نحن الجيل الجنوبي الشاب واجبات ومسؤليات وطنية كبيرة وكثيرة جداً، ويجب علينا القيام بها من اجل ضمان مستقبل افضل للأجيال الجنوبية القادمة، واهم هذه الواجبات هي نشر قيم التصالح والتسامح بين شباب الجنوب وتوعية الجيل الجنوبي الصاعد وتصحيح اخطائكم الكبيرة التي قمتم بها خلال تاريخكم الغير مشرف للأسف الكبير.

اما بخصوص عدم مقدرتنا على القضايا الوطنية التي لم يستطع الكبار في حلها، فأسمح لي يا والدي العزيز، ان اقول لك وبكل صراحة وشفافية، أنكم انتم أيها الكبار قد فقدتم الكثير وفرطتم في مستقبل الأجيال الجنوبية ولم تفكروا بها وايضاً اضعتم الوطن، بل تستيطع ان تقول انكم دمرتم حلم ومستقبلنا بمشروع الوحدة، حيث ارجوا منك ان لا تغضب من كلماتي هذه، ولكن هذا ما يقوله الواقع، حيث انني اشعر بالألم عندما ارى شباب وطني بلا مستقبل واضح، وبلا حقوق اساسية تكفل لهم أسس الحياة الكريمة.

أما ما سوف افعلة يا والدي العزيز، بعد أن اعتنق فكر التحرير والإستقلال إلى كل المخلصين من ابناء وطني المحتل، هوالمشاركة بالعمل التطوعي في توعية الجماهير الجنوبية الشابة في مختلف الساحات وعلى مختلف الإصدعه بقضية الوطن المحتل، وكذا سوف احمل سلاحي في الفترة الحالية "القلم" وادافع عن قضية وطني، وسوف نفضح خطط المحتل وكل ما يقوم به في وطننا المحتل وعاصمته عدن، أمام الرأي المحلي والإقليمي والدولي، وكذا سوف اساهم في بناء فكر ومعتقد حب الوطن بين صفوف الجيل الجنوبي القادم على حتمية التحرير والإستقلال كأساس للحياة الكريمة لنا وإجيالنا القادمة، وبناء دولة مدنية وعاصمتها عدن.

في الأخير يا والدي العزيز، أرجوا منك ان لا تتفاجئ بعد الآن إذا شاهدتني أو سمعت أنني اشارك في ميادين وساحات النضال بمختلف انواعها إلى جانب كل المخلصين من ابناء وطني المحتل، ولك خالص إحترامي وتقديري.

ولدك المطيع:

أبو مهيب الجنوبي

هناك تعليق واحد: