الجمعة، 29 أكتوبر 2010

معشوقتي عدن ... التي يدمرها المحتل!!!










كل واحد منا تواجهة مشاكل وصعاب الحياة اليومية، لذا تجدنا حينها نحاول أن نذهب إلى مكان مناسب للتفريج و الترفيه عن أنفسنا، سواء بالزيارة، أو الخروج والنظر إلى الطبيعة، أو الذهاب إلى بعض الأماكن الأخرى المشروعة!، أو بالتجول في بعض مناطق مدننا التاريخية.



بالنسبة لي أحببت الذهاب إلى إحدى شواطئ البحر الذي تغتنية معشوقتي عدن، على أن أقضي وقت الأصيل هناك، لعلي أريح عن بعض همومي وأشجاني، التي أصبحت تملى قلوبنا نحن أبناء الوطن المحتل.



وصلت إلى شاطئ البحر، وابتعت كوب من الشائ الممزوج بالحليب الصناعي، وقررت الجلوس على أحدى الصخور المطلة على الشاطئ، ما أن جلست حتى هب النسيم على وجهي، وتنشقت هواءً عليل نقي، حيث زاح عني نسيم البحر بعض همومي وأشجاني.



نظرت بعدها إلى افق البحر الممتد طويلاً، وبعدها رايت سفن رآسيةً، أعتقد إنها تنتظر دورها للتزود بالوقود، من محطة ميناء عدن، الذي يعبث به المحتل كثيراً هذه الأيام.



قلت آه في داخلي، وبعدها رشفت شيئ من الشائ الساخن، والذي صنعه لي البائع الغريب عن وطني، وصبه في كوب مصنوع من البلاستيك، بعدها وضعة أمامي، بعد أن طالبني بقيمة الكوب مقدماً، قلها بكلمات لم أفهمها إلا بعد أن كررها لي، وذلك لأنه يمذق شيئ في فمة لا أعرف ماهو، ولكن فيما بعد قبل لي بأنه " شجرة القات"!.



نظرت إلى المحيط من حولي، وتفاجئت بالطوابر من البشر يجلسون على شاطئ البحر، أيضاً هم كانوا يمذقون نفس الشيئ الذي كان مذقه صانع الشاي "شجرة القات"، ويناولون الدخان، وبعض المشروبات الأخرى، سألت عنهم لاحقاً، وعلمت بأنهم ايضاً من القرباء عن وطني ويأتون إلى هنا للراحة، وأيضاً هنا البعض من أبناء وطني تأثر بهم، واصبح يقوم بمثل ما يقومون به، حيث ان هذه المظاهر، تسبب العديد من المشاكل لرواد هذه الأماكن، وتحديداً العائلات التي تأتي لأخذ وقت من الراحة والتنزة.



سألت نفسي لماذا هؤلاء الأشخاص يقومون بهذه الأفعال الغير جيدة، من افتراش الأماكن العامة، والتي هي مكان مناسب لراحة الأسر ولترفية أفرادها، وجدت في الأخير، أن هناك أنهيار في سلوك وأخلاقيات هؤلاء الأشخاص.



حيث ان منظرهم ومشهدهم اليومي المتكرر، يسبب الضيق والنفور لكل من أراد ان يسلي ويرفه على نفسه و أفراد عائلته، ويستنشق معهم بعض الهواء العليل النقي، التي تمدة لنا الطبيعة الخلابة.



بعدها قابلت شخص كبيراً في السن وسألته بعد أن القيت عليه التحية، وممدت يدي لمصافحتة، حيث بداء يرسم على وجهه أبتسامة معبراً عن ترحيبة، سئلته عن هذه المناظر التي أمامنا، فقال لي يا ولدي: ( أنهم دمروها...!!!).



فقلت على عجل ماذا تقصد يا عماه، فقال لي: ( لم يكن في أيامنا نحن أياً من هذه المظاهر "جلسات القات في الساحات العامة"، ومظايقات للعائلات في اماكن راحتهم، بل كانت هناك انشطة نقوم بها، واللعاب نمارسها لقضاء أوقات فراغنا، كنا نذهب للسباحة بمختلف انواعها، كنا نمارس بعض الألعاب...الخ، أما الآن انت ترى يا ولي مسلسل التدمير الممنهج لعدن وكل ارجاء الوطن، حيث يعم هذا التدمير الأرض والإنسان سوية.





بقلم



أبو مهيب