الخميس، 12 أغسطس 2010

إلى كل خلود ... من أطفال شعبي الجنوب العربي!!!




طفلتي العزيزة خلود... السلام وعليك ورحمة الله وبركاته،،،
بداياً أقول لكي يا خلود يا رمضان كريم، لا أخفي على نفسي وعليك وعلى كل من حولك يا خلود، وهو أنني أعلم يقيناً، بأنكي لا تستطيعين فهم كلماتي وعباراتي هذه، وتحديداً في هذا الوقت من عمرك، ولكن أيماني الشديد يقول لي، بأن من حولك سوف يفهم كلماتي، وبعدها سوف يفهمها لك بطريقة أو بأخرى، أو سوف يحتفظ بها ليوم تستطيع في خلود وكل هم من أمثال خلود من أبناء وطني إلى الفهم والوعي للمحيط الذي يعشون فيه.


طفلتي العزيزة خلود، لن أفتتح رسالتي هذه بالآيات القرانية، والأحاديث النبوية أو القصص المعبرة، لكي أواسيك وأخفف بعضاً من أحزانك بسبب غياب ولدك عن هذا العام في هذا الشهرالكريم، أتدري لماذا يا طفلتي العزيزة خلود؟، بأختصار أقول لك، لأنك لا تزالين لا تعي هذه المفاهيم بعد، نعم لا تعي الآيات القرآنية، والإحاديث النبوية التي تحث على الصبر، وذلك لحداثة سنك، ولكن كل ما تعرفيه إلى اللحظات هو صدر والديك الحنون، نعم يا خلود أني تعرفين هذا الصدر الحنون جيداً أن غصت عليك الحياة بعض الشيئ، جأتي إليه وتخبأتي به، هذا الصدر الذي يخفف عنك الآلم والأخزان بسرعة لا توصف.


طفلتي العزيزة خلود، اليوم أنتي تعيشين بداية أيام الشهر الكريم "شهر رمضان" حقيقتاً لا أدري كيف أستقبلتي أنت تحديداً، وكل أطفال الجنوب العربي عامة هذا الشهر الكريم، بدون مشاركت والدك العزيز معكم في هذا الشهر، وكذا كيف كان الفارق بين شهر رمضان السابق، والذي شارككم فيه والدكم العزيز بتلك المناسبة.

طفلتي العزيزة خلود، لا أخفي عليك أنني لا أعرف تفاصيل حياتك مع والدك العزيز الغالي، ولكن أحاول أن أتخيل خلود تلك الطفلة البريئة، وهي تستقبل أباها، عند عودته من العمل، وهو محمل بما رزقة الله تعالى، بعد قضاء يوم شاق في العمل، تحت أشعة الشمس، ولكن عندما يرى خلود عند عودته للمنزل عن كثب وهي تبتسم وتلوح إليه، وبعدها ينسى كل عنا ذلك اليوم، وحين يقترب منها وبعد ذلك تطلب منه أن تساعدة في حمل الأغراض التي جلبها للمنزل.

أتخيل الطفلة خلود، وهي تحاول مساعدة والدتها في ترتيب وإعداد مائدة الإفطار، أستعداداً لأنهاء يوم كان حافلاً بالأجر الثواب، حيث لا تزال طفلتي خلود وكل أطفال الجنوب العربي مثل خلو لا تعي هذه التفاصيل، أتخيل خلود وهي تحاول صب القهوة الممزوجة بالحليب الجاف لوالدها في الفنجان، ولكن أمها تمنعها خوفاً عليها من أن تصاب بأذى، وتتولى هي مسؤلية القيام بهذا العمل.

أتخيل خلود وهي تقعد بجانب أبيها أو في حضنة، وبعد ذلك يقوم هو "والدها" بتقديم بعض التمرات لها، وكذا يناولها كأس من الشراب، ويطلب منها أن تأكل وتشرب، بعد أن يعلمها على أن تقول "بسم الله الرحم الرحيم" قبل الأكل، ولكن الطفلة خلود، تقول يا بابا: عادة مآ أذن بعد؟؟!!، بعد ذلك تتعالى الضحكات الهادئة على مائدة الإفطار، من جراء تصرف خلود الطفولي الفطري!.


طفلتي العزيزة خلود... وكل أطفال الجنوب العربي، الكلام كثيراً ومألم في آن معك يا خلود وكل من هم مثلك، ولكن أريد أن أسئلك يا عزيزتي خلود كيف رمضان هذا العام، كيف طعم رمضان هذا العام من غير والدك؟ خلود كيف أنت وكل أطفال الجنوب العربي الذين فقدوا أمثال ما فقدتي يا طفلتي العزيزة خلود، كيف أنتي يا خلود، هل تزالي تنتظرين أمام منزل البيت كالعادة منظرة قدوم والدك كما عودك لأعوام مضت، ماذا تراك تعملين يا خلود وكل من هم مثلك يا خلود.


طفلتي العزيزة خلود.... أعلم يقيناً أن كلماتي هذه، لن ولن تعوظك عن أهم أنسان في حياتك " والدك الحنون"، ولكن ثقي يا طفلتي ان والدك لا يزال بيننا، أعلمي أن والدك ضحى من أجل حياة أفضل للأجيال القادمة، وأنت يا خلود من ضمن هذا الجيل القادم، وكذا أعلمي يا خلود أن كل رجالات الجنوب العربي وشبابة وكل أبناءه ماضون على درب والدك الغالي، وهو درب الحرية، درب المجد، درب العزة، أنه طريقنا إلى عاصمتنا الأبدية الأزلية عدن.

وفي الأخير، تقبلي يا طفلتي خلود، تهاني في هذا الشهر الكريم، لك ولكل أطفال الجنوب العربي من هم مثلك يا خلود.

.......
أبو مهيب