الخميس، 16 ديسمبر 2010

أغلى وأثمن شيئ دمرة المحتل في وطني..!!


ها أنا مثل عادتي أتجول بين شوارع مدن وطني المحتل، كما هي العادة التي تعودة أن أمارسها منذ أن وصلت إلى سن الرشد وسمح لي الوالدن بالخروج، للتعامل مع باقي أبناء المجتمع من حولي، حيث تجدني أفضل السير على القدمين لساعات طويلة، أتجول خلالها بين باقي ما بنآه أبآئنا وأجدادنا على مر السنوات، بين مدراس العلم والثقافة الحقيقية، حتى وان قل عددها أنذاك!، لكن الحقيقة تقال، ذلك بأنها كانت تخرج في الأخير للمجتمع فطاحلة في الأدب، في الفكر، في التربية والتعليم، في السياسة، في الإقتصاد، في الهندسة، في علم الكلام "اللغويات" وآدابة...الخ، بعكس ما تفعل مدراس العلم والثقافة في هذه الأيام والتي في الغالب نجد طلابها يحملون أوراق "شهادات" فقدين أهم أسس العلم والمعرفة!.

أتجول كثيراً بين المدن، والقرى، المناطق، السهول، الوديان، أحاول أن أحصر ما إستطاع المحتل أن يحتله أو يدمرة بصورة أو بإخرى، خلال فترة إحتلاله لأرضنا ووطنا وهويتنا، والتي نعاهد الجميع نحن الجيل الشاب، بأن لا نسمح لهذا المحتل بالبقاء كثيراً على ارضنا، وسوف نقَرب بيوم رحيلة الأبدي وبلا رجعه، شاء هذا المحتل أم أبى!.

حقيقتاً وبكل مرارة أستطيع أن أقول أن كل شيئ ينتمي إلى الجنوب العربي وأرض الجنوب العربي إستطاع المحتل أن يدمرة بصورة أو بإخرى خلال فترتة إحتلاله، منها معالمنا التاريخية دمرت بقسوة بالغة، مصادرنا ومراجعنا التاريخية والعلمية هي الإخرى طالها التدمير والطمس بصورة قاسية وبلا رحمة، مثلما فعل البربر عندما دخلوا مدينة بغداد وعاثوا في الارض فساداً، حيث أجد العديد من الجيل الشاب، لا يعي تاريخ وطنة جيداً لمدة 50 سنة إلى الوراء... تخيل أخي القارئ الكريم أنك تحرم من معرفة تاريخ وطنك الحقيقي، ويعرض عليك تأريخ مزور، تعرضة عليك أجهزة ومرافق ودوائر المحتل المختلفة، لا أخفي عليك أنه شعور نفسي مألم للغاية، وبالتحديد لنا نحن معشر الجيل الشاب، الذين حرمنا من معرفة تأريخ وطننا الحقيقي، سواء كان هذا التأريخ حلواً، أو مراً!.

هناك الكثير من الأشياء التي إستطاع المحتل أن يدمرها، بطرق منهجية، معدة ومدروسة مسبقاً، وفترات تطبيقها التي تستهلك أما فترات قصيرة الأجل أو طويلة الأجل، المهم أنها طبقت بصورة مذهلة من قبل هذا المحتل لأرضي ولوطني، ولكن أحب أن اناقشك أيها القارئ الكريم، عن أغلى وأثمن شيئ إستطاع المحتل أن يدمرة في هذا الوطن.

فهل تسطيع أن تعرف ما هو أغلى وأثمن شيئ إستطاع المحتل أن يدمرة منذ أن إحتل وإغتصب أرضنا، مثلة من المحتلين والمستعمرين السابقين، نعم لقد إستطاع المحتل تدمير هذا الشيئ وأصبح مجسم فقط، ولكن خالي الروح والاحساس!، هل عرفت ما هو الشيء الآن... بختصار إجيب عن السؤال واقول لك أن أغلى وأثمن شيئ دمرة الإحتلال هو الإنسان الجنوبي العربي ممثلاَ بهويته، بكرامته، بفكرة، بشخصيته...الخ، نعم أنه الإنسان الجنوبي العربي...نعم أنه الإنسان الجنوبي العربي، الذي استطاع هذا المحتل أن يدمرة بطرق وأساليب شيئ.

حيث أنني أرى في نظري أن الإنسان هو أغلى وأثمن ما في هذا الوجود، و الذي أستطاع المحتل أن يدمرة فهل توافقني الرأي في هذا؟، لا تقل أن هناك أثمن وأغلى من الإنسان الجنوبي الذي دمَر، كاالمدن التي دمرت... والإموال والخزائن التي سلبت... والثرواة بمختلف أنواعها وأشكالها التي نهبت، ولا تزال تنهب إلى اللحظات، حيث أحب أن اقول لك أن كل شيئ دمرة المحتل نستطيع أن نعوضة، فمثلاً المدن نستطيع أن نعيد بنائها من جديد وبسرعة خيالية، والإموال نستطيع أن نقترض من المال ما نشاء، وبعدها نعمل ونجد ونجتهد، ونكون أنفسنا، بعد ذلك نقوم بإعادة ما إقترضناه،...الخ، كل شيئ يعوض، وبمدة قصيرة ومحدودة، أما الإنسان فلا يعوض على الإطلاق، وتحديداً الجانب الفكري أن تم تدميرة، والذي هو المكون الأساس لهذا الإنسان الجنوبي العربي، فهل تراني مصيب في هذا؟.

حقيقتاً أتجول في شوارع ومدن أرض الوطن الغالي، ولكن بعدها أتلم كثيراً عندما أعود من حيث أتتيت، أتدري لماذا؟ أنني أتألم بسبب مشاهدتي للإنسان الذي إستطاع المحتل أن يدمر فكره، يدمر شخصيته، يدمر عادته وتقاليدة الحميدة، يدمر سلوكة وحياته اليومية المفعلة بالنشاط والحيوية والعمل النافع الذي يساعد على تطوير وبناء إقتصادة بلدة المنهار بسبب السياسات والإستراتيجات الفاشلة، التي يتأمر ويقررها، رجل لم يكمل حتى تعليمة الثانوي!.

أرى كيف أن الإنسان في أرض الجنوب العربي وعاصمتة عدن قد دمر،حيث شباب الجنوب العربي غير شباب الجنوب العربي القدامئ، أباء الجنوب العربي غير الأبآء فيما مضى، حيث معظم شباب الجنوب يعاني من الفقر بمختلف أنواعة وألوآنه، يعاني من فقر الفكر و فقرالثفاقة بوطنه، بثورته، وبتاريخة، أن الإنسان الجنوبي العربي الآن بمختلف فئآته العمرية لا يفكر كمثلما كان الإنسان الجنوبي العربي يفكر في السابق، حيث كل ما يهم معظم أبناء الجنوب العربي بعد ان دمرة المحتل، هو كيف يتناول بعض عيدان القات في قارعة الطريق او في المجالس والمقايل، بعد تناول وجبة الغذاء التي تفتقر في مكونتها معظم الفيتامينات الصحية، بعكس ما كان يفعل الإنسان الجنوبي العربي قديماً.

لذا هل توافقني الرأي، أن المحتل إستطاع أن يدمر الإنسان الجنوبي العربي، والمألم أكثر وأكثر أنك تجد هذه الظاهرة قد أنتشرة بشكل كبير في كل أرض الوطن، حتى أيضاً معظم مناطق ومدن العاصمة الغالية عدن.

الأب أو الشاب في العاصمة عدن في السابق لم يكن يفترش الطريق أو يعتكف في مجالس القات ذات التهوية الرديئة وقت الظهيرة، حيث يجلس لتناول شيئ أستطيع أن اقول عنه أنه سم العقول، أه لقد دمر المحتل أغلى شيئ في ارض الجنوب وهو الإنسان!، كان الإباء والشباب القدامى في كل ارض الجنوب على مستوى كبير من الوعي والثقافة، والفكر، لمختلف القضاياء، بعكس ما هو حاصل الآن، أجد العديد من الشباب من هم في سني، ينزلون إلى مستوى غير جيد في التعاملات العامة في حياتهم اليومية، أستطيع القول عنه مستوى الإنحطاط، فقر في الإخلاق والفكر والثقافة.

حيث ان الأحساس غاب كثيراً في التعامل مع مختلف قضاينا، سواء كانت أجتماعية، إقتصادية، سياسية، فكرية، دينية وعقائدية، أخلاقية، ثقافية...الخ، الإحساس بختصار ظاع، الشباب تغير في كل شيئ في فكرة، في هيئته...الخ ،حتى في أسلوب مغازلته للجنس الآخر، حيث اننا كنا نسمع عن شيئ يقال له الشعر الغزلي، ولكن شباب اليوم، لا يستطيع أن يمسك القلم يكتب أسمه بطريقة صحيحة، أو أن يكتب مقال إنشائي من ثلاث فقرات، فما بالنا أن نطلب منه أن يكتب الشعر الغزلي، ليشرح إحساسه ومشاعرة للجنس الآخر!.

جال في خاطري، قصة قديمة لأحد جهابذة الشعر الحديث، وهو أمير الشعراء أحمد شوقي، حيث كيف كان هذا الرجل يملك إحساساً مرهفاً، وشاعرية فياضة، أتذكر قصة حدثت له، عندما قدم دعوة لـ الفنانة أم كلثوم"كوكب الشرق" وذلك أن طلب منها أن نحيي له أمسية، حيث لبت كوكب الشرق هذه الدعوة، وغنت طوال تلك الأمسية، وبعد أن غنت كلثوم وأبدعة في تلك الأمسية، قام أمير الشعراء "احمد شوقي" وناولها كأساً من الطلاء" الخمرة" كجزاء على ما فعلت، فأخذتها ولم تشربها، لقد أستخدمت الدبلوماسية العالية في هذا الموقف المحراج، فتعجب أمير الشعراء أحمد شوقي من هذا الموقف لمطربة وفنانة، وأخرج بعدها قصدية طويلة يقول بيتها الأول "سلوا كؤوس الطلاء هل لمست فآها* وأستخبروا الروح هل مست من ثناياها"، وأهداها اياها، فحفضتها، إلى أن مات وبعدها قام السيد السنباطي، بتلحين كلمات هذه القصيدة، وغنتها كوكب الشرق، بصوت عذب، وشاعرية وإحساس، كما تفعل دائماً في كل مرة.

أسئل نفسي بعدها هل شباب وطني المدمر، يتستطيع القدرة على التعبير عن إحاسية ومشاعرة بمثل هذه الطرق، أم أننا نجدهم يجرون خلف الجنس الأخر في الأسواق والطرقات، وتصدر عنهم تصرفات يخجل اللبيب من التصرف بها، آه ثم آه ثم آه أن أعز ما يملك الوطن وهو الإنسان قد دمرة المحتل.

أبو مهيب

طالب دراسة جامعية

هناك تعليق واحد:

  1. Slot machine games - JtmHub
    Slot 당진 출장안마 machine games - Play online, on-demand or download 안동 출장안마 the best online slots or casino 사천 출장샵 games 통영 출장샵 for free. No 세종특별자치 출장마사지 download, no registration needed.‎All Slots · ‎Hacksaw Slots · ‎Live Games

    ردحذف