الاثنين، 15 مارس 2010

ثورتنا بحاجة إلى.. جيفارا كوبا، غاندي الهند، ومهاتير ماليزيا!!! الجزاء 2.




في المقال السباق قدمت فكرة أوليه عن معنى الثورة، وكذا أشارة بعض الشيئ عن نشواء ثورتنا السلمية التي تمر في المحافظات الجنوبية هذه الأيام، وكذا دلاله عن التسمية التي تحملها ثورتنا "الثورة الخضراء"، وغيرها من الأشياء التي تتلعق بالثورة وتأريخها القديم والحديث والمعاصر.

ولكن في حقيقة الأمر لم أتطرق إلى لب عنوان المقال، وذلك وعداً مني بأن أقدمه للقارئ الكريم في وقت أخر، وفعلاً أنا اوفي لكم بوعدي ذلك في هذا المقال، حيث أنني أن شاء الله سوف أشرح لكم لماذا ثورتنا بحاجة إلى ... جيفارا كوبا، وغاندي الهند، ومهاتير ماليزيا!!!، نعم لماذ ثورتنا السلمية الخضراء بحاجة إلى مثل هؤلاء الرجال الذين غيروا مجرى التاريخ لشعوبهم، وكانوا ولا يزالوا أباء روحيون لأوطانهم خلال فترة الحياة الفانية.

أولاً دعونا نعيش في هذا المقال مع الشخصية الأولى "جيفارا" والتي تحتاجة ثورتنا السلمية الخضراء، والتي هي بحاجة ماسة إلى أمثالة في الوقت الراهن، نعم دعونا نعيش مع هذا البطل والذي يحمل الأسم الكامل التالي"إرنستو 'تشي' رافاييل جيفارا دِلاسيرنا" ، وأسم الشهرة الخاص به وهو "جيفارا" ولد بالأرجنتين في
14 يونيو 1928 م و قتل بعد أن وقع في الاسر من قبل جيش بوليفيا في - 9 أكتوبر 1967م، بعد صراع طاحن ومعركة قيل إنها دامت الست ساعات تقريباً، دافع خلالها بإرادة الثوار هو ورفاقة إلى أن دُمّرت بندقيته (م-2) وضاع مخزن مسدسه وهو ما فسر وقوعه في الأسر حياً قبل أن قوم ضابط الصف " ماريو تيران" بنتفيد أمر الأعدم رمياً بالرصاص بحق جيفارا، بعد أن تلقى التعليمات بذلك من ضابطيه: "ميجيل أيوروا" و"أندريس سيلنيش" بإطلاق النار "الأعدام" على "جيفارا".

في الحقيقة لا أريد أن أتطرق في هذا المقال إلى سرد سيرة هذا الرجل الذي هو في حقيقة الأمر أسطورة زمانه إلى اللحظة، ويعرفة الصغير منا قبل الكبير، ولكن ما أريد أن أوصلة لكم هو لماذا ثورتنا الخضراء السملية بحاجة إلى أشخاص من مثل جفارا؟؟ نعم لماذا!!!، حقيقتاً أنني في حيرة كبيرةَ في هذا، وكذا لا أستطيع أن اجد الكلمات المناسبة المختصرة، والتي أريد منها أن توصل للقارئ ما يجيش في داخلي منذ زمن، ولكن أسمحوا لي أن أقول كلمتي.

أولاً، أن الناظربتمعن في سيرة حياة جيفارا، سوف يجد الكثير من الحيرة، نعم سوف يجد الكثير من الحيرة!، وهو كيف أن شخصية هذا الشاب الذي امتهن الطب ودرسة وسهر الليالي الطوال من أجل تحصيلة، سوف تتغير شخصيته في فترة قليله لكي يصبح رجل ثآئر أسطورة ، نعم أن هذا ما سوف يجده المتمعن في السيرة الشخصية لهذا الشاب"جيفارا.

ولكن ما يهمنا ويهم كل شخص يريد أن يشق طريق جيفارا، هو كيف ولماذا تغير هذا الشاب الطبيب، إلى ثائر لا يقارن في زمانه، نعم نريد أن نعرف الأسباب الحقيقة التي جعلت من هذا الطيب، يقول كلمات لا تقدر بثمن، و التي في نفس الوقت هذه الكلمات التي قالها الثائر"جيفارا" هي مبادئ وأسس يجب أن يتعلمها كل من أراد أن يسلك طريق الثوار والثورة، ومن كلماته التي ألهمت الثوار كثيراً جداً "أؤمن بأن النضال هو الحل الوحيد لأولئك الناس الذين يقاتلون لتحرير أنفسهم" وكذا قال: "أنا لست محررا، المحررين لا وجود لهم، فالشعوب وحدها هي من تحرر نفسها" وكذلك قال: "انني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجّه إلى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني" وأيضاً قال: "لن يكون لدينا ما نحيا من أجله، ان لم نكن على استعداد أن نموت من أجله".
ومن كلماته الأخرى التي قالها ولايزال صدها يؤثر ويلهم الثوار حتى هذه اللحظة "*لا يهمني متى واين سأموت*. *لا أعرف حدوداَ فالعالم بأسره وطني*. *ان الطريق مظلم وحالك فاذا لم تحترق انت وانا فمن سينير الطريق*. *اما أن ينتصر أو يموت. وكثيرون سقطوا في طريق النصر الطويل*. *الثوار يملؤون العالم ضجيجا كي لا ينام العالم بثقله على أجساد الفقراء*. *أؤمن بأن النضال هو الحل الوحيد لأولئك الناس الذين يقاتلون لتحرير أنفسهم*. *الثورة قوية كالفولاذ، حمراء كالجمر، باقية كالسنديان، عميقة كحبنا الوحشي للوطن*. *ان الثورة تتجمد وان الثوار ينتابهم الصقيع حين يجلسون فوق الكراسي، وأنا لا أستطيع أن أعيش ودماء الثورة مجمدة داخلي*."
نعم لقد قال هذا جيفارا، نعم لقد قال هذا لنفسة أولاً، وبعد ذلك أريد ان يخبر العالم وكل الثائرين من حوله ما يشعر فكتبه ووثقة لهم لكي لا ينسى، ولكن السؤال الذي يطرحة نفسة بشدة هنا هو ، من هو الملهم لهذا الطبيب الثائر"جيفارا" أن يقول مثل هذا الكلام، نعم من هو الملهم؟!، من هو الملهم؟؟!!، من هو الملهم؟؟؟!!!، نعم أنني أريد أن أعرف من هو الملهم لجيفارا لأن يقول هذه الكلمات النارية.

لذا فإني أبحث و أحاول أن أجيب على هذا السؤال وبعد فترة من التفكير الطويل، وأيضاً بعد محاولة قراءة تاريخ هذا الرجل "جيفارا"، وصلت إلى أجابه واحدة فقط!!!، وهي أن الملهم لجيفارا هوالظلم، غاب العدآلة، سلب الحقوق، أهدار الكرامة، طمس الهوية..الخ من الكلمات التي تدل على الظلم وغياب الحق.

نعم لقد كان الملهم لجيفارا هو مشاهدة الظلم أمام عاينية في حق الشعوب اللاتينية التي زارها في رحلته قبل أن يتخرج من دراسة الجامعية بفترة، نعم لقد كان الملهم له غاب العدال في حق أولئلك المزارعين الذين رائهم في رحلته تلك، نعم لقد كان الملهم لجيفارا سلب الحقوق، إهدار الكرامة، طمس الهوية، للكثير من الذين قابلهم طريقة الطويل الذي قام به في أمريكا اللاتينية، نعم أن الملهم له كان، الظلم، غياب العدآلة، سلب حقوق الشعوب بالقوة، أهدار كرامة البشر وطمس هويتهم، هذا هو من كان الملهم لجيفارا يا كل جفارا الجنوب، حيث أن حياته اتغيرت جذرياً بعد أن راى ما رائى، وإلى الابد.

لقد عرفتم سر جيفاراً الآن، لذا على كل من لا يعلم هذا السر، لذا على كل من أراد أن يكون مثل جيفاراً اليوم في ثورتنا السلمية الخضراء، يجب عليه أن يعرف هذا السر أولاً، قبل المسير في هذا المشوار الشاق، نعم عليه أن جيفارا لم يثور إلا بسبب الظلم، ونحن نعاني من الظلم هذه الأيام في ارضنا الجنوب، نعم عليه أن يعرف أن جيفارا لم يثور إلا بسبب غياب العدآلة، ونحن نعاني من غياب العدآلة أبناء الارض في كل شبر من أرضنا الجنوب، حيث أن لدينا االمئات من الشهداء سقطوا، وكذا لدينا الألآف من المعتقلين في السجون بلا تهم تذكر غير أنهم مؤمنين بالعدالة، نعم عليه أن يعرف أن جيفارا لم يثور إلا بسبب سلب الحقوق عن تلك الشعوب التي شاهدها خلال رحلته، ونحن نعاني كثيرا من سلب حقوقنا المادية والمعنوية، وسرقة أرضنا علانناً, وكذا تعمد تجهيل أجيال شعبي بكل الطرق الممكنة، وكذا طمس هويتنا، أهدار كرامتنا التي لا تقدر بثمن على الأطلاق.

لذا ألأخير، أقول أن ثوتنا بحاجة إلى كل أمثال جيفارا من أرض الجنوب، والذي أرى انهم يجب أن يكونوا من فئة الشباب الجنوبي الواعي، الشباب الجنوبي المعاني، الشباب الجنوبي الذي لن يسمح بعد اليوم بإن يرى ويشاهد الظلم ويتقاظى عنه، يرى غياب العدالة ويسكت عن هذا، يشاهد سلب الحقوق، ولا يحرك ساكناً، يعيش فاقد الهوية والكرامة، ولا يحاول أن يحبث عن كل الطرق الممكنة من أجل أستعادة هذا الشئ الثمين مهما كلفه ذلك من ثمن!!!، وكسر كل القيود الموجودة، نعم هكذا أرى أن يكون كل جيفارا الجنوب يكونوا ضد الظلم ضد القهر ضد سلب الحقوق بالباطل، ضد تشوية الهوية، ضد الَمس بالكرامة الجنوبية التي لا تقدر بثمن على الأطلاق، نعم هذا ما تحتاجة ثورتنا الجيفارية.


أما عن غاندي الهند ومهاتير ماليزيا!!!، والتي تحتاجهم ثورتنا الخضراء فهم قريباً أن شاء الله قادمون!!!

أبو مهيب
طالب دراسة جامعية
يوم الأثنين
الموافق 16مارس 2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق